طاهر بن جلون: حين تصبح مراك منبع الإلهام وحلماً أدبياً

أضيف هنا بتاريخ26/07/2025
BooKech بوكِش


يظل طاهر بن جلون اسماً بارزاً في المشهد الأدبي المغربي والعالمي، ليس فقط بفضل حصوله على جائزة "غونكور" المرموقة، بل لأنه الكاتب المغربي الأكثر ترجمة وانتشاراً عبر القارات. هذا العملاق الأدبي لا يكتفي بالكلمات، فهو رسام أيضاً، يلتقط في لوحاته ومجاميعه نبض الحياة المغربية وألوانها المتجددة. لكن مراكش، المدينة الحمراء، تأخذ مكانة خاصة في مسيرته ومساحته الإبداعية.

تكررت زيارات بن جلون لمراكش، ولم تكن تلك مجرد محطات عابرة، بل لحظات انصهار حقيقية مع المكان وأهله. شارك في مهرجانات أدبية، ألقى محاضرات، حضر معارض تشكيلية وافتتح معارض للوحات من توقيعه. في كل مرة، وجد في أجواء المدينة المضيئة ودفء أهلها دعوة متجددة للكتابة والرسم. يردد بن جلون مراراً أن "مراكش تمنحك ما لا يمنحه لك أي مكان آخر من إحساس بالانتماء والأمل والحلم."

روايته "السعادة الزوجية" وصلت إلى المنافسة النهائية في جائزة المامونية الأدبية بمراكش، لتتجلى بذلك علاقة المدينة بصوته الأدبي الحديث. أما لوحاته، فتشكل نوعاً من اليوميات البصرية لحضوره في المدينة، إذ يحول تجاربه في أزقتها القديمة وفضاءاتها المفتوحة إلى مشاهد شعرية وروائية في آن واحد.

مراكش في عيني طاهر بن جلون ليست مجرد ديكور أو خلفية لصور أدبية أو تشكيلية؛ بل أرض خصبة تولد فيها أفكاره وتكبر كلماته. بهذا المعنى، تبقى المدينة الحمراء جزءاً حياً ومتجدداً في مسيرة الكاتب والفنان، ومنارة تلهم كل من يتوق إلى مزج الإبداع بالجذور والضوء.