شاعر الحمراء وعين الناقد: حوار الأجيال بين بن ابراهيم وأحمد اليبوري

أضيف هنا بتاريخ31/07/2025
BooKech بوكِش


يجتمع في المشهد الأدبي المغربي اسم الشاعر الكبير محمد بن ابراهيم المراكشي واسم الناقد البارز أحمد اليبوري في رحلة فكرية تتقاطع فيها الرؤى وتتلاقى فيها الأزمنة الأدبية. لا يُنظر إلى العلاقة بين الاثنين كتقاطع مباشر بين شاعر وناقد بقدر ما هي انعكاس لجدلية الإبداع والتأمل النقدي، وتحويل النص الشعري التقليدي إلى موضوع للبحث المعمق والاستكشاف المنهجي الذي كرسه النقد الأدبي الحديث في المغرب.

محمد بن ابراهيم، شاعر الحمراء، نقش اسمه في ذاكرة الأدب المغربي بما خلفه من قصائد تتسم بالجزالة والروح الفكاهية والحكمة، جامعا بين الأصالة والابتكار، ممثلا بذلك جيلا من المبدعين الذين جعلوا من الشعر وسيلة للتعبير عن الوجدان الجمعي والذات الفردية. وجدت قصائده طريقها إلى الدواوين والذاكرة الشعبية، وصارت جزءًا من التراث اللامادي لمراكش والمغرب عموما.

أما أحمد اليبوري، فقد اختار مسارا أكاديميا جعل من دراسة الأدب وتحليله رسالة شخصية. وقف اليبوري موقف الملاحظ الحصيف والساعي لإضاءة مواطن الجمال والتجديد في النصوص المغربية، وجعل من شعر بن ابراهيم موضوعا يتوقف عنده ليقرأه في ضوء التحولات الاجتماعية والثقافية والفنية. وقد تناول اليبوري، ضمن أبحاثه الجامعية، ديوان «روض الزيتون» لبن ابراهيم بدراسات معمقة، منحازًا إلى الرؤية المنهجية التي تبحث عن المعاني الكامنة والدلالات الرمزية في هذا الشعر.

تكمن أهمية العلاقة، الرمزية أساسا، بين ناقد وأديب من حجم اليبوري وابن إبراهيم في إبراز مسألة مركزية في الأدب: تفاعل الأجيال ومرور الرسائل الشعرية من مجال الإبداع إلى منصة الدراسة والتحليل. يضفي اليبوري على قصائد بن ابراهيم قراءات جديدة تعيد إحياء النص، وتربط الاصالة بالإبداع الحديث، وتبرهن أن حركة الأدب لا تتوقف عند النشر والانتشار، بل تمتد لتشكل مادة تستوقف النقاد وتغذي المدارس الفكرية الجديدة.