قطار الليل إلى مراكش، رحـلة نحو الجذور والمصير

أضيف هنا بتاريخ31/07/2025
BooKech بوكِش


تدور أحداث رواية "قطار الليل إلى مراكش" للكاتبة دينا جيفريز في ستينيات القرن الماضي، حيث تصل الشابة فيكي بودان إلى المغرب لأول مرة، بعد أن اكتشفت للتو أن جدتها، كليمانس، لا تزال على قيد الحياة وتعيش في أعالي جبال مراكش. فيكي، التي فقدت والدها خلال الحرب وتخرجت للتو من كلية للفنون في لندن، تبحث عن جذورها وتريد أيضاً لقاء المصمم الفرنسي الشهير إيف سان لوران المقيم بمراكش.

في قصر كليمانس الجبلي، تستعد الجدة للقائها الأول بحفيدتها، لكنها تشعر بالقلق من المواجهة مع الماضي الذي حاولت طويلاً إخفاءه. ومع عودة شخص غامض من ماضي كليمانس، يُهدد بكشف الأسرار التي دفنتها، تصبح الأجواء مشحونة بالتوتر. تتعقد الأمور أكثر عندما تقع فيكي وابنة عمها بيا في ورطة، بعد أن تشهدان عن غير قصد جريمة، لتدخل حياتهما في دوامة من الخطر والغموض.

تميزت الرواية بجوها البوليسي القوي مقارنة بالجزأين السابقين، مما أضفى بعداً جديداً غير متوقع على القصة. المشهد السياسي المضطرب في المغرب، خاصة عقب اختطاف المناضل المهدي بن بركة في باريس، يُضفي إحساساً بالخطر الدائم في الخلفية، حتى لو لم يكن محور الحبكة الأساسية. أما أوصاف المغرب من طبيعة وعمران وأطعمة وأجواء وروائح، فهي من أكثر ما يميز العمل بنقله لهذا العالم إلى القارئ بكل حواسه.

ورغم بروز شخصيات جديدة في هذا الجزء، إلا أن الرواية تركز بشكل خاص على العلاقة بين فيكي وكليمانس، وعلى تطور شخصية الجدة الغامضة التي تتحول، مع تتبع أسرارها، إلى شخصية مثيرة للاهتمام والتعاطف. أما ظهور الأخوات الثلاث من الجزأين السابقين فهو محدود، وتعطي الرواية مساحتها للجيل الجديد واستكشاف مساراتهم الخاصة.

"قطار الليل إلى مراكش" رحلة في البحث عن الذات والمصالحة مع الماضي، رواية عن الأسرار، المشاعر، والمخاطر تدور أحداثها في قلب المغرب الساحر، بين دهاليز الماضي وتغيرات الحاضر، وتنقل القارئ في مغامرة تفيض بالسحر والتشويق حتى الصفحة الأخيرة.